site n farid el moussaoui
   
  www.tiziayyach.fr.gd
  الريادة الحضارية للأمازيغ القدامى
 
فريد المساوي تقديم عام الأمازيغ هو الشعب الذي عرف منذ العصور القديمة بإفريقيا الشمالية من حدود مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ومن البحر الأبيض المتوسط إلى التخوم الجنوبية للصحراء الإفريقية الكبرى، وقد انتشر في هذه المناطق منذ أقدم العصور من أقصاها إلى أقصاها، وقد عرف حسب مر العصور بأسماء مختلفة نعت بها حسب المراحل التاريخية، فتارة أطلق عليهم اسم الليبيين وتارة الأفراي وتارة أخرى البربر، ولكن الاسم الذي يسمون به أنفسهم منذ القدم هو إمازيغن أو بأسماء أخرى تعبر عن مجموعات أو مناطق أمازيغية، وقد بنو منذ القدم حضارة مهمة استطاعت أن تجد لها مكانا بين الحضارات القديمة وأسسوا دولا شملت في بعض المراحل كل تمازغا أي شمال أفريقيا وأحيانا أخرى عرفوا دولا قطرية تختلف وتتغير حدودها حسب العصور كما كان الأمازيغ نظرا لموقع الشمال الإفريقي الاستراتيجي هدفا لغارات أجنبية حالت دون استمرار الحضارة الأمازيغية القديمة وحفاظها على كيانها وهويتها، فمن الفنيقيين إلى الرومان ثم الوندال والبيزنطيين ثم العرب الفاتحين وكذلك هجرات قبائل بني هلال وبني سليم وبني معقل وصولا إلى التدخل الاستعماري الأوربي في القرن التاسع عشر والعشرين. الأسماء التي أطلقت على الأمازيغ منذ القدم: لقد اختلفت الأسماء التي نعت بها الأمازيغ عبر التاريخ حسب المراحل، ففي العصور القديمة جدا نعتهم الإغريق والرومان بالليبيين أو اللوبيين، ولكنهم في هذه المرحلة كانوا يسمونهم أيضا بحسب مجموعاتهم أو مكوناتهم كالماكسيس والماسول والماسيسول والجيتول وغيرها من الأسماء، غير أن المصريين القدامى نعتوا جيرانهم الغربيين بالتامحو والتاحنو حسب ما تبينه النقوش الهيروغليفية القديمة ثم بعد ذلك نعتوهم بالمشواش التي يرى بعض الباحثين أن اللغة المصرية القديمة كانت تقلب الزاي شينا والغين شينا أيضا وبذلك تكون كلمة مشواش وأماشيش هي كلمة أمازيغ حرفت لضرورات لغوية هيروغليفية بعد الليبيين ظهر نعت الأفري أو أفير الذي منه اشتقت أفريقيا، وفي محاولة من الباحثين المختصين للبحث عن أصل هذه الكلمة عثر على نقش لإسم إلهة قديمة في الجزائر تحمل اسم أفري كما أن انتشار ظاهرة وجود كهوف قديمة بها قبور في أرضيتها وفي آخر الكهف ينتصب صنم منقوش في جدار الكهف، محاط أحيانا بكتابات قديمة بحروف تفيناغ، كما يعثر فيها أحيانا على بقايا محار الموريكس الذي كان الأمازيغ قديما يستعملونه في الطقوس الجنائزية، وعلما أن الكهوف أيضا في الأمازيغية تسمى إفران ومفردها إفري جعل بعض الدارسين يذهب إلى القول أن القبور كانت تحمل قدسية عند الأمازيغ قديما وأن الأفري تعني سكان لكهوف وعبادها. وأحدث من هاذين النعتين استعملت كلمة بربر للتعبير عن ساكنة شمال إفريقيا، وبداية استعمال هذه الكلمة يرجع إلى عهد الإمبراطورية الرومانية وكان الرومان في العصر الإمبراطوري يقسمون البشر إلى قسمين الشعب الروماني والشعب البربري فالبربري في نظرهم هو الإنسان الذي يرفض الاندماج في الحضارة الإغريقية والرومانية فالأمازيغي الذي غزاه الرومان فواجههم بمقاومة شرسة يعتبر بربري وكذلك شعوب الشرق ومنهم حتى العرب أنفسهم كما أطلقوها أيضا على الشعوب الجرمانية التي كانت أحيانا تشن غارات على شمال الامبراطورية الرومانية، ويرى محمد شفيق أن للرومان بربرهم وهم كل الشعوب التي لا تنتمي إلى حضارتهم وللعرب بربرهم يعبرون عليهم بلفظ العجم، وكذلك للأمازيغ بربرهم وهم إڭناون جمع أڭناو التي كانوا يطلقونها بالخصوص على الزنوج الأفارقة. إلا أن الباحث مصطفى أعشي يرى أن الرومان لم يطلقوا قط لفظ البربر على الأمازيغ بل نعتوا بها على وجه الخصوص الشعوب الجرمانية وبعض الشعوب الأوربية الأخرى، وسبب انتقال هذه الكلمة إلى شمال إفريقيا مرتبط بتدخل فرع من هذه الشعوب واستيطانه في إفريقيا ألا وهو الوندال فأطلق الرومان آنذاك على الأراضي التي احتلوها أرض البربر نسبة إلى الوندال وليس إلى الأمازيغ ولما وصل العرب إلى شمال إفريقيا وجدوا هذا اللفظ شائعا فقط في مناطق وجود الوندال فأطلقوه على الأمازيغ دون تردد وخلاصة القول فكلمة بربر يعتبرها الأمازيغ لفظا قدحيا أطلقت من طرف الغير ولهذا فهي كلمة مرفوضة ولم يطلقوها قط على أنفسهم بل النعت الذي يفضلوه ويطلقونه على أنفسهم في كل المناطق الأمازيغية بكل جهات شمال إفريقيا هي كلمة أمازيغ. ونعت أمازيغ نعت قديم ذكره الكتاب الكلاسيكيون من رومان وإغريق محرفا نظرا لضرورات لغوية، فقد ورد تارة Mozax وتارة Maxis وتارة أخرى Masiss. وقد أورده الأخباريون العرب في القرون الوسطى، كما ذكره حسن الوزان الفاسي في كتابه ( وصف إفريقيا) حين قال إن اللغة الإفريقية لغة واحدة موحدة إسمها أوال أمازيغ أي الكلام النبيل. هذه هي النعوت الأكثر شيوعا، بل هناك أسماء أخرى أطلقت على الأمازيغ القدامى إما تنسبهم إلى إله من آلهتهم مثل الأطلسيون أو الأمونيون، أو تنسبهم إلى إحدى دولهم مثل الموريين أو النوميديين. إشكالية أصول الأمازيغ: فيما يتعلق بأصول أهالي شمال إفريقيا القدامى أو الأمازيغ فقد كثرت حولها النظريات وتضاربت حولها الآراء إلا أننا يمكننا تقسيم هذه النظريات إلى ثلاث نظريات أساسية الأولى تقول بالأصل الشرقي للأمازيغ والثانية تقول بالأصل الأوربي والثالثة تقول بالأصل المحلي. فقد ميز سالوست صاحب كتاب حرب يوغرطة حين حديثه عن الأجناس التي عاشت بشمال إفريقيا قديما بين شريحة تعميرية أولى تتكون من الحثيتوليين والليبيين، لكنه يرى أن شعوبا هند أوربية تتكون من الميديون والفارسيون كانت قد هاجرت من الشرق واستقرت في الشمال الأوربي، ثم تعرضت لضغط الشعوب السكندنافية التي دفعتها إلى الهجرة جنوبا على بلاد الغال ثم إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، وكانت أن شكلت جيش البطل الأسطوري هرقل، إذ لما انهزم تبدد جيشه وعبر ما تبقى منه مضيق جبل طارق الحالي. يقول سالوست أنهم امتزجوا على التوالي: الميديون مع الليبييون ليصيروا هم الموريون في حين امتزج الفارسيون مع الحيتوليين فأعطوا ما يسمى بالنوميديون أو الرحل، بالإضافة إلى هذه النظرية هناك من دعاة الأصل الشرقي من يرى أنهم كنعانيون وقد رحلهم العبريون من فلسطين بعدما اجتاحوا البلاد بقيادة خوسي وخاصة عندما حارب النبي داوود آخر ملوكهم بفلسطين وهو الملك جالوت وهذا ما ذكرته الكتب السماوية وخاصة التوراة. وربما دعم أصحاب نظرية الأصل الشرقي نظريتهم بما تحتفظ به شمال إفريقيا من ذكرى عائمة حول التواجد الفنيقي بهذه البلاد. ومنهم من ذهب إلى القول إن البربر إنما تسموا بهذا الإسم نسبة إلى جدهم الأعلى المسمى بر وقالوا إنه بر بن قيس بن غيلان ينتسب نسبة إلى كنعان بن سام بن نوح، ويورد محمد المختار العرباوي في كتابه ( البربر عرب قدامى) أن بر هذا الذي هاجر إلى شمال إفريقيا كانت له أخت شاعرة لما عاد إلى الشرق ولاحظت التغير الذي طرأ على لهجته قالت فيه شعرا منه البيت التالي: ذرت بـبــر لكـنــة أعـجـمـيــة وما كان بر في الحجاز بأعجما في حين أن هناك من لاحظ تشابها في بعض التقاليد والنقوش بين الأمازيغ وشعوب اليمن القديمة ولهذا قالوا إن الأمازيغ نزحوا في العصور القديمة من اليمن عن طريق الحبشة، إلا ان هاتان النظريتين انتقدهما ابن خلدون بشدة حيث أورد في الجزء السادس من كتاب العبر أنه ما عرفنا لقيس بن غيلان ابنا اسمه بر وما كان لحمير طريق إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن، لكنه دون أن ينكر وجود جزء مهم من الأمازيغ من أصول يمنية وهذا الجزء هو كل من الصنهاجيين والكتاميين، كما يدعم هؤلاء نظرياتهم باستعراب أجزاء مهمة من الأمازيغ الحاليين بل تأثر حتى من حافظ على الأمازيغية بالعربية منذ هجرة قبائل بني هلال وبني سليم وبني معقل في القرن الحادي عشر الميلادي. أما القائلين بالأصل الأوربي فقد كان الهدف من وراءه هو تبرير الغزو الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر والغزو الاستعماري لشما إفريقيا عامة، لهذا فكل من قاموا به من أبحاث أركيولوجية خاصة في الجزائر كان الهدف منها الوصول إلى نتائج وضعت مسبقا وهي الأصل الأوربي للأمازيغ، وفي هذا الصدد درس القائد العسكري الفرنسي روزي دولمينات بني مسوس تحت عنوان ( آثار الدريدية بسيدي فروش)، وما لبث أن تبعه الجراح كويون الذي قارنها بدولمينات سومير، فتوصلوا إلى أن الدولمينات هي قبور عناصر غالية كانت تشتغل في الجيش الروماني، ولما انتشرت فكرة أن تلك الدولمينات سابقة على احتلال الرومان للشمال الإفريقي، حاولوا إثبات وصول عناصر سلتية إلى المنطقة وأن آثارهم تتجسد في تلك الدولمينات، والسلتيين هم أسلاف شعوب فرنسا الحالية، وبالتالي، هذه النظرية اتخذها الفرنسيون آنذاك ذريعة ومبررا لغزوهم للجزائر، لكن مع تطور علم الأركيولوجيا ودراسة دولمينات الجزائر بدقة من طرف باحثين نزيهين، وتطور تقنية إشعاع اليورانيوم وكذلك الكاربون 14 التي تحدد عمر المخلفات الأثرية ثبت أن الدولمينات سابقة على السلتيين وكذا الغاليين. وهناك من اعتبرهم من بقايا جزيرة الأنطلنطيس الأسطورية نجوا أثناء انهيارها، لكن الثابت أن الأمازيغ كانوا في الشمال الإفريقي منذ أقدم العصور وخاصة قبل المتدخلين التاريخيين الأوائل مثل هرقل والفنيقيين ولهذا يرجع المؤرخون المتصفون بالنزاهة أمثال كابريل كامبسن نظرية الأصل المحلي على النظريات السابقة، فأثناء وصول هرقل إلى المغرب وجد فيه الجيتوليين والليبيين حسب ما ذكره سالوست كما أنه وصل مع ناس قليلون جدا خصوصا إذا تصورنا أنه وصل مع من نجا من جيش انهالت عليه سلسلة من الهزائم. كما أن الفنيقيون لدى وصولهم إلى قرطاجة لم يجدوها خالية بل تؤكد المصادر أنهم اكتروا من الأهالي قطعة أرض بحجم جلد ثور لبناء مدينة قرطاج وهي صفقة رمزية تدل على طاعة المتدخلين للأهالي. أما كونهم ينتسبون إلى بر بن قيس بن غيلان فيكفي ما قال العلامة ابن خلدون بأنه ما عرفنا لقيس بن غيلان ابنا اسمه بر وما كان لحمير طريق إلى بلاد البربر إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن، بل وحتى إن وجد بر الذي تحدث عنه العرباوي والذي استدل عليه ببيت الشعر الذي قالته فيه أخته: ذرت بـبــر لكـنــة أعـجـمـيــة وما كان بر في الحجاز بأعجما فهذا البيت يدل على شيئين أساسيين أولهما أن برا وإن كان قد هاجر إلى إفريقيا إلا أنه عاد بعد ذلك إلى الحجاز حيث ستراه أخته وتلاحظ تغير لهجته وتقول فيه هذا البيت الشعري، الشيء الثاني الذي نلاحظه من البيت الشعري هو تغير لكنة بر بعد هجرته إلى إفريقيا، ما سببه إذا لم يكن قد وجد بها ناس أعجميون تأثر بلكنتهم، فلو كان هو فعلا جد الأمازيغ وأنه أول من عمر هذه الأرض لن تتغير لكنته بل كان أن يترعرع أبناءه على لغة أبيهم ولكانوا يتحدثون أيضا بلكنة فصيحة، كما أن لفظ البربر ليس لفظا أمازيغيا بل أطلق من طرف الغير فلو كان نسبة إلى جدهم لأطلقوه هم على أنفسهم. أما القائلين بالأصل اليمني فإنهم اعتمدوا على وجود تشابه بين آثار في اليمن وكذلك في الحبشة وشمال أفريقيا فاعتقدوا تلقائيا بأن التأثير جاء من اليمن عن طريق الحبشة، إلا أنه سرعان ما فندت هذه النظرية الأركيولوجية المعاصرة فأثبتت أن الإنسان عاش بإفريقيا قبل الشرق الأوسط وكذا أوربا، فإذا كان أثر أقدم إنسان في اليمن لا يتجاوز 24 ألف سنة وكذلك إنسان فلسطين فإن في شمال إفريقيا اكتشفت آثار رفات إنسان عمره ما يقارب 130 ألف سنة، كما أن نفس الآثار التي لوحظ عليها تشابه مع مثيلاتها اليمنية لوحظ أن الإفريقية منها أقدم بكثير من اليمنية. وقد ذكرت حليمة غازي أثناء حديثها عن هجرة الفنيقيين إلى إفريقيا فقالت إنهم أقوام هاجرت في زمن قديم من إفريقيا إلى اليمن عبر باب المندب ومع مرور الزمن تعرضوا لضغوط وافدين أفارقة جدد فانتشروا نحو الشمال، وبهذا ستكون هجرة الفنيقيين إلى قرطاجة ما هي إلا بضاعتنا ردت إلينا، كما نجد أن هجرة إفريقية قديمة إلى الشرق الأوسط ذكرتها نقيشة مصرية قديمة حيث تذكر أن مجموعات بشرية نزحت من داخل إفريقيا فاستقرت في شرق مصر فعاثت فسادا في المنطقة مما أدى بالمصريين إلى الاستنجاد بجيرانهم الغربيين، وفعلا فقد تطوعت قبائل التامحو والتاحنو الأمازيغية فطردت تلك الشعوب إلى الجزية العربية، بل وتبعتها لتستقر بفلسطين وقد حكمت فلسطين لمدة طويلة إلى أن طردهم العبريون بقيادة النبي داوود. أبجدية تيفناغ وإشكالية دخول المغرب في العصور التاريخية: لقد كان المؤرخون إلى عهد قريب يعتقدون أن المغرب لم يدخل العصور التاريخية إلا عند دخول الفنيقيين في أواخر الألف الثانية ق.م، وسبب ذلك هو كونهم كانوا يعتقدون أن أبجدية تيفيناغ الأمازيغية قد وضعها الملك النوميدي مسنيسا، ذلك أن دخول أمة ما إلى العصور التاريخية مرتبط بمعرفة هذه الأمة للكتابة، وفي هذا الصدد يقول الدكتور مصطفى أعشي إن الأمازيغ عرفوا الكتابة قبل دخول الفنيقيين ويتجلى هذا في نقطتين أساسيتين أولاهما أنهم كانت لهم علاقة بمصر الفرعونية قبل الفنيقيين، وهكذا تعرفوا على الكتابة المصرية ثم كونهم اخترعوا أبجدية تيفيناغ قبل الدخول الفينيقي أيضا، فقد اكتشف الأمازيغ تفيناغ في الألف الثانية قبل الميلاد، وإذا كان سكان بلاد الرافدين قد سبقوهم وكذلك المصريون إلا أن هؤلاء قد مرت كتابتهم بعدة مراحل كالكتابة التصويرية والمسمارية... وأما الأمازيغ فلم يعرفوا كل هذه المراحل بل أول ما استعملوا الكتابة وضعوا نظاما أبجديا سموه تيفيناغ أي اكتشافتا، وقد أقرت أبح أبجدية تيفناغ وإشكالية دخول المغرب في العصور التاريخية: لقد كان المؤرخون إلى عهد قريب يعتقدون أن المغرب لم يدخل العصور التاريخية إلا عند دخول الفنيقيين في أواخر الألف الثانية ق.م، وسبب ذلك هو كونهم كانوا يعتقدون أن أبجدية تيفيناغ الأمازيغية قد وضعها الملك النوميدي مسنيسا، ذلك أن دخول أمة ما إلى العصور التاريخية مرتبط بمعرفة هذه الأمة للكتابة، وفي هذا الصدد يقول الدكتور مصطفى أعشي إن الأمازيغ عرفوا الكتابة قبل دخول الفنيقيين ويتجلى هذا في نقطتين أساسيتين أولاهما أنهم كانت لهم علاقة بمصر الفرعونية قبل الفنيقيين، وهكذا تعرفوا على الكتابة المصرية ثم كونهم اخترعوا أبجدية تيفيناغ قبل الدخول الفينيقي أيضا، فقد اكتشف الأمازيغ تفيناغ في الألف الثانية قبل الميلاد، وإذا كان سكان بلاد الرافدين قد سبقوهم وكذلك المصريون إلا أن هؤلاء قد مرت كتابتهم بعدة مراحل كالكتابة التصويرية والمسمارية... وأما الأمازيغ فلم يعرفوا كل هذه المراحل بل أول ما استعملوا الكتابة وضعوا نظاما أبجديا سموه تيفيناغ أي اكتشافتا، وقد أقرت أبحاث كل من كرينبرك وايهرت وغابريل كامس ومليكة حشيد وفيسشل ويرنر وسالم شاكر بأن تفيناغ هي أقدم نظام صوتي عرفته البشرية، أنها أقدم بأكثر من 15 قرن من عهد الملك مسنيسا. ومن الآثار المصرية الدالة على قدم معرفتهم للأمازيغ هناك لوحة الصيادين أو لوحة الملك نعرمر التي تعود إلى 3300 ق.م، وهي تصور صيادين يرتدون أزياء كان المصريون يرمزون بها للأمازيغ يتكون من جلد الحيوانات مزين بريشة أو ريشتين من ريش النعام، كما لا يفوتنا ذكر احتلال المازيغ لمصر الفرعونية مرتين، ففي عهد الملك ميرنقتاح حوالي 1224 ق.م. احتلوا بقيادة معراعيو دلتا نهر النيل، وفي القرن العاشر ق.م. سيطر الأمازيغ على عرش مصر بقيادة القائد شيشونق الأول الذي أسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين ثم حكمت مصر لأكثر من قرنين، لذا فالقول بأن الأمازيغ دخلوا العصور التاريخية على يد الفنيقيين لم يعد مقبولا حسب منطق التاريخ. الجذور الأمازيغية للحضارة الفرعونية: يؤكد الأستاذ محمد شفيق على الجذور الأمازيغية للحضارة المصرية القديمة ويرى تلك الحضارة نشأت في الصحراء الكبرى إذ لم تكن المنطقة صحراءا وقد أنشأها أناس بيض البشرة هاجروا إليها من الشمال الإفريقي ( الإنسان القبلمتوسطي) على أنقاض جنس آخر أسود البشرة ( إنسان مشتا أفالو) وسبب هذه الهجرة ربما مرتبطة بزمن جليدي كان من خلالها هؤلاء يبحثون عن منطقة أكثر دفئا، وهناك من يرى أنها كانت بسبب الغطاء النباتي الكثيف بالشمال الإفريقي وما يأويه من وحوش ضارية، مهما يكن فقد أنشأ الأمازيغ حضارة قديمة بالمنطقة المعروفة حاليا بالصحراء الكبرى كانت هي الأكثر ازدهارا بين حضارات العالم ثم بدأت هذه الحضارة هذه الحضارة تنتقل جغرافيا بسبب انتشار التصحر بالمنطقة فانتقلت في اتجاه الشمال والشرق حيث سنصادف خصب واد النيل فتزدهر أكثر، ويدعم هذه النظرية مجموعة من الاعتبارات منها أن الأهرام يوجد لها آثار بدائية وأقل إتقانا وأقدم من الناحية الزمنية في الشمال الإفريقي والصحراء الكبرى، فهناك إذ بني عباره عن كل صغير من الأحجار المتراكمة، تختلف أحجامها وأشكالها الهندسية يترواح طولها بين بضعة أمتار و 300 متر، وتتخللها ممرات وحجرات، وهناك شكل يسمى البازينا وهو قبر يعلوه هرم صغير مربع القاعدة أو مخروطي اسطواني القاعدة مبني بالحجارة المتراصة وكل من هذين النوعين يعود إلى عصور ما قبل التاريخ وأقدم من الأهرام المصرية، وهناك أيضا الضريح النوميدي بمنطقة مدراسن الذي يشبه الضريح الذي يطلق عليه خطأ قبر النصرانية، وقطر قاعدته 59 متر وعلوه 19 متر، كما أن كلمة أهرام نفسها كلمة أمازيغية أصلها أغرام أو إغرم أي القصر أو الحصن وهذه الكلمة مفردة وليست جمع إلا أنها حين دخلت إلى لسشان العرب اعتقدوا أنها جمع نظرا لصيغتها على وزن أفعال فحاولوا أن يجدوا لها صيغة المفرد فوضعوا كلمة هرم، والجدير بالذكر أن واحة بمنطقة سيوة المصرية حيث يوجد أقدم معبد للإله أمون ما زالت تسمى أغورمي، كما أن منطقة سيوة لازال سكانها إلى يومنا هذا يتحدثون بالأمازيغية. والنقطة الثانية الدالة على انتقال التأثير الحضاري من شمال إفريقيا إلى مصر هي المتعلقة بالإله أمون فهذا الإله أمازيغي عرف في المغرب فالصحراء الكبرى قبل مصر هي المتعلقة بالإله أمون فهذا الإله أمازيغي عرف في المغرب فالصحراء الكبرى قبل مصر ومعناه الواحد أو الموحد، وهناك من يرى أنه حرف من إسمه الأصلي وهو أمان أي أنه كان يجسد إله الماء. على كل حال فقد كان الإله أمون عند المصريين هو كبير الآلهة وكان الإغريق يشخصونه في ملك آلهتهم وهو زيوس، كما أن الرومان كانوا يشخصونه في أكبر آلهتهم وهو Jupiter كما أن بعض أكابر اليونان اتخذوا آمون إلها لهم وحافظوا على اسمه الأصلي، لقد كان لأمون معبدين في مصر أحدهم في طيبة ولآخر في سيوة وقد كان الناس إلى عهد قريب يعتقدون أن معبد طيبة هو الأصل وهو الأقدم إلا أن الأبحاث أثبتت أولوية معبد سيوة وأقدميته ورجحوا كون سيوة هي مصدر الإشعاع الحضاري الفرعوني، والجدير بالذكر هو وجود عيون ماء في سيوة كانت مقدمة أيضا لكونها تفور بمواد معدنية أطلق عليها فيما بعد Amoniac نسبة إلى أمون، ويحكى أن الإسكندر الأكبر لما غزا مصر أوصاه مستشاروه أن يمر بسيوة ليأخذ البيعة من كهنة معبد أمون ويستحم بمياهها إذا أراد أن ينجح في سياسته وفي هذا قال شاعر عربي: سباب أمر من خكيم مرشد في عين ذا خلب و ثأط حرمد فأتى مغيب الشمس عند مآبها تبين آثار عصور ما قبل التاريخ أن مصر لم تكن أكثر حضارة من الصحراء الكبر التي لم تكن آنذاك صحراء، أما منطقة أقصى الشمال الإفريقي فقد كانت قديما جدا ذو غطاء نباتي كثيف يأوي العديد من الوحوش الضارية وهذا هو سبب الهجرات المتتالية لأهل المنطقة إلى الصحراء الكبرى حسب Camps. كما أن هناك احتمال وجود سبب آخر وهو انخفاض درجة الحرارة المرتبط بزمن جليدي، ولكن رغم أسبقية الحضارة إلى منطقة الصحراء إلا أنها سرعان ما ستنتقل إلى المغرب ليصير حسب الإغريق والرومان الأرض الأكثر خصبا والغنية بالحبوب، أما سبب انتقال الحضارة من منطقة الصحراء إلى مصر فهو التصحر الذي جاء بشكل تدريجي جعل أهل المنطقة يهاجرون في اتجاه الشرق والشمال في حين ما تبقى منهم انعزل في الواحات التي ما تزال محتفظة على بعض الخصب، وهكذا استمر وجود الأمازيغ الطوارق في واحات الصحراء الكبرى إلى يومنا هذا. يقول الأستاذ محمد شفيق إن لغة الطوارق هي الأكثر قرابة إلى اللغة المصرية القديمة والواقع أنها هي الأكثر حفاظا على جذور الأمازيغية، كما لا ينبغي أن ننسى وجود عدة ألفاظ مشتركة بين المصرية القديمة والأمازيغية وكذلك هناك تشابه على مستوى حروف المعاني والضمائر المنفصلة والمتصلة وحروف الإضافة والتشبيه والصيغة الموصولية والصفة المشبهة وغير ذلك. إذن فالحضارة المصرية القديمة هي فرع مزدهر لحضارة أقدم منها وأوسع مجالا منشأها ما يسمى اليوم بالصحراء الكبرى أنشأها إنسان أبيض البشرة في عصور ما قبل التاريخ حوالي الألف السادسة ق.م، أما ركام الحجر الذي كان يغطون به مكان الدفن فقد تطور ليصير إدبني ثم بزينا ثم ضريح بحجم قبر النصرانية ثم أصبح بحجم هرم خوفو كما تجدر الاشارة الى أن عملية التحنيط قد اكتشفها الأمازيغ قبل ظهورها عند المصريين القدامى بحوالي ألف عام أو أكثر فالمومياء السوداء التي اكتشفت بالصحراء الليبية لطفل ذي بشرة سمراء خير دليل على السبق الأمازيغي الى التحنيط.ذلك أنشكل المومياء السوداء يختلف عن شكل المومياءات المصرية بكون هذه الأخيرة غالبا ما تحنط بشكل منتصب القامة في حين ان المومياء السوداء خنطت بشكل مقرفص وهو شكل كان يميز وضعية الدفين الامازيغي عن غيره من الشعوب التي احتكت به في العصور القديمة.. الجذور الأمازيغية للميثولوجية الإغريقية: لم يقتصر تأثير الحضارة الأمازيغية القديمة على الشرق فقط بل كان هناك تأثير في اتجاه الشمال أيضا قبل نشوء الحضارة الإغريقية والرومانية، ورغم قلة المصادر في هذا المجال إلا إننا نستطيع إيجاد نصوص لدى الكتاب الإغريق القدامى تشير إلى أسبقية المغرب إلى الحضارة عن بلدانهم وتأثرهم بالأمازيغ خصوصا في مجال الميتولوجيا أي الفكر الديني القديم، والمعلوم أن الميتولوجيا الإغريقية تعتبر أساس الحضارة الأوربية فقد تفرعت عنها مختلف العلوم كالفلسفة وعلم الفلك والطب وغير ذلك، ومن الشهادات الدالة على الجذور الأمازيغية للميثولوجيا الإغريقية نورد مجموعة من النصوص أهمها ما كتبه ديـودور الصقلـي حيث قال: « إن الأطلسيين رعايا الإله أطلس، هم أكثر الليبيين حضارة في هذه النواحي، فهم يمتلكون أرضا مزدهرة، ومدنا كثيرة، ويحكى أن الآلهة ولدت في مدنهم بالمناطق القريبة من المحيط، وهذا يتوافق مع ما ورد في الأساطير الإغريقية... إلى أن يقول فهم يتميزون عن جيرانهم بإيمانهم القوي وبمعاملة حسنة مع الأجانب»، كما أن الشاعر المنشد هوميروس صاحب ملحمتي الإلياذة والأوديسة عبر عن شوقـه لزيـارة أرض المغـرب في أنشـودة له يقــول فيهـا: « سأذهب فعلا لأزور حدود الأرض الخصبة، قرب المحيط حيث ولدت تتوس الإلهة». وقد كان الإغريق يعتبرون آلهتهم أبناء آلهة الأمازيغ، وأنها ولدت في المغرب، وأن بعضها قد ظهرت في المغرب قبل أن يتعرفوا عليها، فهيرودتس ذكر أن الليبيين هم الذين انفردوا بتقديس الإله بوسيدون منذ قديم الزمان، وإليهم يرجع الفضل في معرفة الإغريق لهذا الإله، ويضيف أن الإلهة أثينة ليبية وأنها إبنة بوسيدون، هذا وقد ذكر ديودور الصقلي قي حديثه عن بنات الأطلس أنهن بزواجهن بالآلهة والأبطال تكون الجنس البشري، فمايا تزوجت بزيوس فأنجبت هرميس صاحب اختراعات نافعة للناس، بينما أنجبت بقية الأطلسيات أبناء اشتهر بعضهم ببناء المدن وآخرون بتكوين عدة أمم. وقد ذكر ديودور وكذلك أنه ورد في قصص الليبيين أن ديونسوس ابنا لأمون وأمالتي، وعن زيوس قال إن كرونوس أخ الإله أطلس كان يتصف بالغدر وعدم الاستقامة، ويحكى أنه تزوج أخته ريا فأنجب زيوس الذي عرف فيما بعد بالأولمبي، فكل هذه الحكايات رغم طابعها الأسطوري إلا أنها لا تقل أهمية، فما كان الإغريق والرومان القدامى ليعتقدوا كل هذا الأطلسيون لو لم تكن ذاكرتهم الجماعية تحمل فكرة تفوق الأطلسيون حضاريا وأسبقيتهم إلى الفكر الديني الذي كان يتبناه الإغريق آنذاك، وبل وكذلك بعض العلوم كعلم الفلك، حيث يذكرون أن أطلس أكرم هرقل بتلقينه مبادئ في علم الفلك، والمعلوم أن أطلس نبغ في هذا العلم، وقد صنع بمهارة كوكبا سماويا، خاصة وأنه كان يحمل قبة السماء على كتفيه، كما يذكر ديودور أن الأطلسيون يعتقدون أن أورانوس هو أول من حكم بلادهم، وقد فتح كل البلاد المسكونة خاصة في الغرب والشمال، وكان يتأمل النجوم ويبشر بالأحداث التي ستجري في الكون، وعلم قومه حساب السنة تبعا لحركة الشمس، وحساب الشهور اعتمادا على حركة القمر، وعلمهم كذلك دورة فصول السنة، وهكذا فإن جهل الناس للنظام الأبدي للنجوم، وتأكدهم من صفة تنبؤات أورانوس بالمستقبل، كل ذلك جعلهم يتخذونه إلها .وقد ورد في كتاب الانيادة لفرجيلالذي يعتبر بمثابة تكملة لاليادة هوميروسأنه عندما وصل البطل الأسطوري الطروادي انياس الى قرطاجة وقد دفعته أمواج البخر العاتية الى ذلك دفعا أكرمته الملكة ديدو هو و من معه وقدمت لهم العشاء الفاخر فالشراب .يقول فرحيل .و بدأ السمر فغنى أيوباس_وهو فنان أمازيغي قديم _وعزف على قيثاره وكان اطلس نفسه قد علمه الغناء فغنى عن القمر و مسيره الى مستقره و غنى عن الرجال ووحوش الفلاة وعن توابع النجوم وغنى الدب الأكبر و الدب الأصغر و عن شمس الشتاء و تعجلها الى الغطس في الأوقيانوس و عن ليالي الشتاء و بطئها الوئيد.فهذا النص اضافة الى كونه يعطينا انطباعا حول الموسيقى والعناء الأمازيغيين في العصر القديم و جودتها و جدية مواضيعها يعتبر أيضا دليلا على اسبقية الأمازيغ الى علم الفلك عن باقي شعوب الحوض المتوسطي.. والواقع أن الأمازيغ هم أول من وضع التقويم الزمني وحساب الشهور إذ بدأوا بتقويم لا زال معروفا إلى الآن ويسمى في المغرب بالتقويم الفلاحي، بدأ سنة 950 ق.م. عندما احتل الأمازيغ مصر بزعامة شيشونق ومنهم أخذه الإغريق والرومان وطبقوه على التقويم الميلادي بعد اعتناقهم المسيحية بل ونقلوا حتى أسماء بعض الشهور من الأمازيغ حرفيا ( يناير) ومطلع السنة الأمازيغية الذي يوافق يوم 13 يناير، لا زالت تخلده بعض المناطق في اليونان وأوربا الشرقية بل وهناك بعض المناطق يطلقون عليه نفس الإسم الذي يطلق عليه في المغرب وهو حاكوز، لقد صاحب هذا التأثير الحضاري الأمازيغي في اتجاه اليونان توسع سياسي حقيقي تمثل في ما ذكره ديودور الصقلي أن جزيرة كريت خضعت لأقارب أطلس ابتداء من عمه زيوس الأكبر أخ أورانوس الذي يعد أول ملوك الأطلسيين، ومدفنه كان معروفا بالجزيرة في العصر الذي عاش فيه ديودور أي القرن الأول ق.م، ثم خضعت الجزيرة لحكم أمون ملك الليبيين بنواحي المحيط حسب ديودور نفسه، بل وصلوا إلى أبعد من جزيرة كريت وبالضبط إلى مدينة طروادة، فهذه المدينة التي كانت إلى عهد قريب تعتبر أسطورية إلا أن عالم الآثار الألماني شيلمان قاد حديثا حملة للتنقيب عليها انطلاقا مما توفر عليها من معلومات فاكتشف آثارها في شبه جزيرة الأناضول، كما اكتشف آثار حرب طروادة المعروفة في التاريخ القديم، أما عن وصول الأمازيغ إلى طروادة فسنورد قول الشاعر الروماني فركليوس الذي أشار إلى أن الإله  والواقع أن الأمازيغ هم أول من وضع التقويم الزمني وحساب الشهور إذ بدأوا بتقويم لا زال معروفا إلى الآن ويسمى في المغرب بالتقويم الفلاحي، بدأ سنة 950 ق.م. عندما احتل الأمازيغ مصر بزعامة شيشونق ومنهم أخذه الإغريق والرومان وطبقوه على التقويم الميلادي بعد اعتناقهم المسيحية بل ونقلوا حتى أسماء بعض الشهور من الأمازيغ حرفيا ( يناير) ومطلع السنة الأمازيغية الذي يوافق يوم 13 يناير، لا زالت تخلده بعض المناطق في اليونان وأوربا الشرقية بل وهناك بعض المناطق يطلقون عليه نفس الإسم الذي يطلق عليه في المغرب وهو حاڭوز، لقد صاحب هذا التأثير الحضاري الأمازيغي في اتجاه اليونان توسع سياسي حقيقي تمثل في ما ذكره ديودور الصقلي أن جزيرة كريت خضعت لأقارب أطلس ابتداء من عمه زيوس الأكبر أخ أورانوس الذي يعد أول ملوك الأطلسيين، ومدفنه كان معروفا بالجزيرة في العصر الذي عاش فيه ديودور أي القرن الأول ق.م، ثم خضعت الجزيرة لحكم أمون ملك الليبيين بنواحي المحيط حسب ديودور نفسه، بل وصلوا إلى أبعد من جزيرة كريت وبالضبط إلى مدينة طروادة، فهذه المدينة التي كانت إلى عهد قريب تعتبر أسطورية إلا أن عالم الآثار الألماني شيلمان قاد حديثا حملة للتنقيب عليها انطلاقا مما توفر عليها من معلومات فاكتشف آثارها في شبه جزيرة الأناضول، كما اكتشف آثار حرب طروادة المعروفة في التاريخ القديم، أما عن وصول الأمازيغ إلى طروادة فسنورد قول الشاعر الروماني فركليوس الذي أشار إلى أن الإله الروماني مركوريوس ينحذر من ذرية أطلس شأنه في ذلك شأن أهل طروادة كما ان البطل الطروادي انياس السابق ذكره عندما وصل الى ايطاليا و كان على وشك الدخول في حرب كانت قد أنذرته بها الآاهة من قبل و في بحثه عن حليف قوي يسانده في هذه الحروب أقنع أحد ملوك المنطقة بسبب انتسابه الى أطلسأي أحد أجداد الأمازيغفقال له انياس انك حفيد أطلس و أنا أيضا حفيد دردنوس بن أطلس مؤسس مدينة طروادة.وتجدر الاشارة الى أن دردنوس ينسب اليه اسم ساخل الدردنيل في شمال تركيا الى يومنا هذا.. إن هذه العلاقة النسبية بين آلهة الإغريق وآلهة الأمازيغ ستتحول لاحقا إلى نوع من الصراع بين الأحفاد والأجداد ربما يجسد هذا الصراع التفوق الحضاري الذي سيحققه الإغريق لاحقا ومحاولتهم التخلص من الهيمنة الأطلسية على الحوض المتوسطي، فحسب ما جاء في كتاب ميتامورفوز لأوﭬيد فإن أطلس لما رفض استضافة بيرسي سلط عليه غضبه فتحول أطلس إلى جبل، فصار شعره ولحيته غابات وتحولت كتفاه وذراعاه إلى تضاريس ومنحدرات، وأصبحت عظامه حجارة، لقد هوت السماء فوقه بكل كواكبها حسب إرادة الآلهة. وربما كان سبب توتر العلاقة بين الحضارتين هو مبالغة الأطلسيون في محاربة الأجانب الذين يزورون المغرب مسقط رأس آلهتهم، فهذا بيندار أورد في كتابه Isthmique أن هرقل قصد انتايوس الذي يقيم في ليبيا الزاخرة بالحبوب، وذلك لمنعه من تزيين معبد بوسيدون بجماجم الأجانب، فأنتايوس حسب ديودور الصقلي اشتهر بقوته الجسمانية الخارقة وبنباهته في المصارعة، مما جعله يقتل كل الأجانب الذين تجرأوا على مواجهته. خلاصة وخلاصة القول فالأمازيغ كان لهم يد السبق إلى الحضارة في العصور القديمة فقد أقاموا حضارة استطاعت أن تتميز بين الحضارات التي عاصرتها، فقد مارس الأمازيغ الزراعة قبل أوربا عامة والرومان خصوصا بمدة طويلة جدا، وذلك قبل 9000 سنة، وكذلك تربية الماشية وصناعة الفخار، وقد اقتبس الرومان المعارف الفلاحية من الأمازيغ ذلك أنهم اضطروا حسب مصطفى أوعشي إلى ترجمة مؤلف في الزراعة للكاتب البوناني ماكون حول الحبوب التي تزرع في شمال إفريقيا والطرق المتبعة في ذلك. في حين ترى الدكتورة حليمة غازي أن اقتصاد الأمازيغ لم يكن يقتصر على الزراعة، فإيجاد آثار لمعاصر الزيت ومطاحن الحبوب وأحواض تمليح السمك وتصبيره، وأخرى لاستخراج نقيعه، وكذلك آثار الخزف القديمة جدا بالمنطقة والعثور على نقود من برونز وفضة وذهب تدل على وجود صناعة تحويلية، وكذلك على ازدهار حركة الصيد البحري، أما صناعة الخشب فقد كانت فنا رائعا، فموائد الملك يوبا الثاني بيعت بالمزاد بأسواق روما بما يعادل ثمن ضيعة كبيرة، وبقيت منقوشة في أذهان الكتاب الرومان وتغنى بها شعراؤهم، كما اشتهروا أيضا بصناعة الأصباغ الأرجوانية. وتضيف حليمة غازي أن هذه المواد شكلت مادة ثمينة للتصدير إلى الإغريق والرومان على ظهر سفن أبى ملوك الأمازيغ إلا أن يخلدوها بنقشها على نقودهم، وهناك إشارات كثيرة تدل على عظمة الأمازيغ بين أمم العالم القديم، فأثناء الانتصارات التي حققها الإسكندر المقدوني في الشرق خلال القرن الرابع قبل الميلاد تم إرسال وفد عن كل القوى الموجودة آنذاك بشمال إفريقيا لتهنئته، كما كان الأمازيغ قدوة في العالم المتوسطي في الثورة والتحرر فقد ذكرت حليمة غازي أن ملكا موريا قد تمت الاستغاثة به من طرف حانون الأكبر أثناء ثورته ضد الهيأة الحاكمة بقرطاج، كما يذكر المؤرخون الرومان أن الثائر لوسيوس البينوس لما تمرد ضد الامبراطور نيرون تحلى برموز الملوك الأمازيغ كما أعطى لنفسه لقب يوبا وهو كما هو معرف اسم لملكين موريين يوبا الأول ويوبا الثاني الذين اشتهروا بعدة انجازات كما عرف ثانيهما بكونه عالما بارعا في عدة علوم ومن هواة الرحلات الاستكشافية، كما عرف بتأليفه مؤلف ليبيكا في ثلاث مجلدات، إلا أنه لسوء الحظ لم تشأ الأقدار أن تستمر هذه الحضارة في موقعها الريادي الذي عرفته في العصور القديمة نظرا لظروف تاريخية ارتبطت أساسا بتكالب الغزاة على المنطقة الواحد تلو الآخر، ونظرا للحسابات الداخلية كذلك حيث حالت دون توحيد الأمازيغ لكلمتهم ضد الغزاة الأجانب. فريد المساوي المضيق تطوان amazigh_rinkon@hotmail.com
 
  جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع  
 
heddighth gha marra imeghnas imazighen Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement